«مبروك الشمري… رحيل صديق العمر وحَكم التنس الكبير


The Rise of Gourmet Street Food: Trends and Top Picks
 
بقلم الدكتور رشيد بن عبدالعزيز الحمد
   •   قبل خمسين  عامًا تعرّفت على صديقي الغالي مبروك رويعي الشمري (أبو وليد)، ومنذ ذلك اليوم لم تنقطع خيوط المودة والوفاء بيننا. جمعتنا مقاعد الدراسة، ثم وحّدتنا ميادين الرياضة واتحاد التنس، حيث لمع اسمه كأحد أفضل الحكام الذين مرّوا على ملاعب السعودية والخليج، رجل عدلٍ وحكمةٍ وهدوءٍ يعرفه كل من تابع التنس في تلك المرحلة.
 
لكن مبروك لم يكن حكمًا بارعًا فقط، بل كان إنسانًا نادرًا في صفائه ووفائه. صديقًا يرسل في كل صباح دعواتٍ كريمة تشعرك بأن يومك بدأ بنفَسٍ من الطمأنينة، ورفيقًا نلتقي معه أسبوعيًا أو أكثر في رحاب مجلس حبيبنا جلال القرج، فنشرب القهوة ونتشارك العشاء والذكريات، ونستعيد صفحات العمر بكل ما فيها من فرحٍ ومحبة.
 
رحل أبو وليد إلى رحمة الله، تاركًا فراغًا كبيرًا لا يملؤه أحد، لكنه ترك في قلوبنا ما هو أعظم: سيرة طيبة، وذكرى عطرة، وأثر لا يزول. سنظل نذكره بكل وفاء، وندعو الله أن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأن يثبته عند السؤال، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته.
 
ولم يكن حزني عليه شخصيًا فقط، بل إن جميع الزملاء في ملتقى أحباب المعهد – الذي يضم أغلب طلاب دفعتنا من معهد التربية الرياضية ونلتقي فيه كل ستة أشهر في مختلف مناطق المملكة – ينعون فقيدهم الغالي مبروك الشمري، ويشاطرون أهله وذويه الحزن والدعاء، مؤكدين أن ذكراه ستبقى حاضرة في قلوبهم ولقاءاتهم ما حيوا.
 
إنا لله وإنا إليه راجعون.»